الدستور هو القانون الأعلى الذي يحدد القواعد
الأساسية لشكل الدولة (بسيطة أم مركبة) ونظام الحكم (ملكي أم جمهوري) وشكل الحكومة (رئاسية أم برلمانية) وينظم السلطات العامة فيها من حيث
التكوين والاختصاص والعلاقات التي بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق
الأساسية للأفراد والجماعات ويضع الضمانات لها تجاه السلطة.
ويشمل
اختصاصات السلطات الثلاث السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي
فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم
بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية.
وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية واردة
في الوثيقة الدستورية.
إن المشروع الرسمي للدستور، يعد أكثر من
قانون أسمى للمملكة، وإنما هو الأساس المتين للنموذج الديمقراطي التنموي المغربي
المتميز؛ بل وتعاقدا تاريخيا جديدا بين العرش والشعب. وهو ما يتجلى في المحاور
الأساسية التالية :
·
التكريس الدستوري للملكية المواطنة والملك
المواطن.
·
دسترة الأمازيغية كلغة رسمية للمملكة، إلى
جانب اللغة العربية.
·
دسترة كافة حقوق الإنسان ، كما هو متعارف
عليها عالميا، بكل آليات حمايتها وضمان ممارستها. وهو ما سيجعل من الدستور
المغربي، دستورا لحقوق الإنسان، وميثاقا لحقوق وواجبات المواطنة.
·
الانبثاق الديمقراطي للسلطة التنفيذية،
بقيادة رئيس الحكومة: وفي هذا الصدد، سيتم الارتقاء بالمكانة الدستورية"
للوزير الأول" إلى "رئيس للحكومة"، وللجهاز التنفيذي، الذي يتم
تعيينه من الحزب الذي تصدر انتخابات مجلس النواب؛ تجسيدا لانبثاق الحكومة عن
الاقتراع العام المباشر.
·
قيام سلطة برلمانية، تمارس اختصاصات
تشريعية ورقابية واسعة؛ إذ يكرس مشروع الدستور سمو مكانة مجلس النواب، بتخويله
الكلمة الفصل في المصادقة على النصوص التشريعية، وتعزيز اختصاصاته في مراقبة
الحكومة، ولا سيما بتكريس مسؤولية الحكومة الحصرية أمامه. كما تم حكر سلطة
التشريع، وسن كل القوانين على البرلمان، وتوسيع مجال القانون، ليرتفع من 30 مجالا
حاليا، إلى أكثر من 60 في الدستور المقترح.
·
تخويل المعارضة البرلمانية نظاما خاصا
وآليات ناجعة ، تعزيزا لدورها ومكانتها في إثراء العمل البرلماني، تشريعا ومراقبة
؛ حيث تم تمكينها من حق التمثيل النسبي في كافة أجهزة البرلمان.
·
ترسيخ سلطة قضائية مستقلة عن السلطتين
التنفيذية والتشريعية، تكريسا لاستقلال القضاء، الذي نحن له ضامنون؛ وذلك بالنص
صراحة في مشروع الدستور الجديد، على أن النطق بالحكم إن كان يتم باسم الملك، فإنه
يتعين أن يصدر بناء على القانون.
·
دسترة بعض المؤسسات الأساسية، مع ترك
المجال مفتوحا لإحداث هيآت وآليات أخرى، لتعزيز المواطنة والمشاركة الديمقراطية،
بنصوص تشريعية أو تنظيمية.
·
تعزيز آليات الحكامة الجيدة، وتخليق
الحياة العامة، ومحاربة الفساد، بإحداث منظومة مؤسسية وطنية منسجمة ومتناسقة في
هذا الش؛ أن وذلك من خلال تعزيز دور المجلس الأعلى والمجالس الجهوية للحسابات في
مراقبة المال العام، وفي ترسيخ مبادئ الشفافية والمسؤولية والمحاسبة، وعدم الإفلات
من العقاب، ودسترة مجلس المنافسة، والهيأة الوطنية للنزاهة ومحاربة الرشوة
والوقاية منها.
Commentaires
Enregistrer un commentaire